• 25٬160
زيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي

التوازن الاستثماري … سياسات وآليات … الاقتصادات المستدامة

يونيو 24, 2020by anas abduldaem0

الكثير منا يدرك أن قطاعي الخدمات والبيع بالتجزئة يمثلان حراكا تجاريا نشطاً على جميع الأصعدة من مجموع الأنشطة الاقتصادية الكلية – لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي – باعتبارها تأتي في مقدمة الاحتياجات والمتطلبات اليومية للفرد والمجتمع حيث أنها تحتل المرتبة الأولى في اكتظاظ بيئة الاستثمار وقد لا يخلوا منها أي مخطط خاصة المخططات التجارية والصناعية النشطة ، فلو أخذنا وضع السلطنة كنا جازمين أن ما نسبته ( +50%) من حجم تلك الأنشطة تمارس في مخططات مصرح بها فإننا ندرك تماما أن الواقع الميداني المشاهد وجود نسبة كبيرة لأنشطة متكررة يمتلك كياناتها التجارية مستثمرين طبيعيين وآخرين اعتباريين سُجلت منشأتهم بأنها عمانية 100% . وأيضا قد أن ذات النسبة قد تكون لمنشآت خاضعة لقانون الاستثمار الأجنبي في الحالتين إلا أنه يختلف الشكل القانوني أو المسمى التجاري لها فقط ، وما يدور من خلال المستقرئ للواقع الاستثماري أن تراخيص هذه الأنشطة بُنيت على مسار كمي مُعلنة التستر التجاري ( التجارة المستترة ) ، كما يدرك المتابع لهذا المشهد أن مثل هذه التراخيص لا يتحمل أصحابها الالتزامات المالية التي ترتبت على تهيئتها وتجهيزها وصولا الى الدعم اللوجستي أثناء وبعد العمليات التشغيلية ، وبلا شك فأن هذا المشهد سوف ينتج عنه انعكاسات غير متوازنة في السوق المحلي وقد يطال تضارب المصالح وذلك ليس فحسب بين أصحاب المنشآت وإنما قد يلقى بضلاله بين العاملين بها كون أن هذه المنشآت افتقدت للإدارة المثلى وهنا نقصد بالتحديد أصحاب السجلات التجارية ، أيضا نرى من خلال ذات الاستقراء أن السبب الرئيسي في اقتناء مثل هذه الأنشطة التي مثلت أنشطة الكم أنها تشكلت من أصحاب السجلات التجارية ، ليأتي الدعم المالي لها من قِبل العمالة الوافدة المهنية وغير المهنية التي أصبحت تعمل بشكل متنامي بين المخططات مقابل العمولة الشهرية المتفق عليها مع أرباب العمل كون أن هذه العمالة في الواقع الميداني التجاري نَصبوا أنفسهم بأنهم المُشغل الاساسي لمثل هذه الأنشطة بإعتبارهم هم من قاموا بدراسة احتياج المخطط ( س ) وتحديد النشاط الاقتصادي ( ص ) كل ذلك جاء بهدف الربح كنظرة أولية . ويذهب الكثير من أصحاب السجلات والعمالة الوافدة من الاستفادة ببيع تراخيص العمل كنظرة بديلة وحتما في الكثير منها قد ينتهى بها الحال الى الغلق الشكلي مُعلنة التسريح والتسييب .
وبلا شك أن حجم مثل هذه التراخيص قد لا تعكس المساهمة الحقيقية في أركان التنمية المستدامة في البيئة الاستثمارية على المدى البعيد لفقدها وافتقارها عمليات التنظيم كون أن الكثير منها بُني من غير احتياج فعلي مثل دورة تجارية ربحية قد تزول مع التقادم خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الكثافة السكانية فهي مؤشراً للدفع بها ، علاوة على ذلك فإن الزيادة في اكتراث تراخيص أنشطة المسار الكمي يُعد من الممارسات والانعكاسات الضارة لدوران راس المال الداخلي حيث أنه يتوزع في اتجاهين أولاً : تقوية النفوذ والغايات التجارية في مخططات أخرى من نفس وذات الشريحة الاستثمارية للتحكم بسوق العمل مما يؤدى الى ضياع الفرص والخطط الاستشرافية للجهات المعنية الرامية لتمكين ونمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة للمتفرغين من رواد الأعمال ، ثانياً : عدم وجود الحلول في معالجة الحوالات المالية الخارجية التي تجنيها العمالة الوافدة من الممارسات الغير قانونية والتجارة المستترة ، علماُ بأن الاتجاه الثاني سيكون الأكثر ضرراً على المسار المالي الداخلي مع تيقننا التام أن الكثير من الحوالات المالية بها تكرارا لنفس العامل وقد تكاد في فترات متقاربة في الشهر الواحد والذى بطبيعة الحال يُعتبر شكلا مخالفا لراتب العامل المُعلن عنه في قاعدة بيانات الجهة المعنية .
ويتضح لنا جلياً أن من يمارس ويستفيد من العمليات التشغيلية من هذه الأنشطة المندرجة تحت قطاعي الخدمات والبيع بالتجزئة مستثمرين قد أَوكلوا تراخيصها لعمالة وافدة مثلوا تراخيص عمل قانونية إلا أن الكثير من أصحاب السجلات التجارية التي اندرجت تحتها تم التسويف بها لاحقا في متابعتها كونها بُنيت لمسارات غير هادفه كما أنها لا تخدم معالجة التوظيف الذاتي أقل تقدير في إدارتها ومتابعتها ، وفي المقابل حتماً سينتهى بها الحال نحو إلغاء عقود الإيجار والتراخيص ذات الصلة بالتشغيل مع سريان فترة الإقامة لهذه العمالة مُشكلة بذلك التجارة المستترة وخلق فجوة كبيرة ينتهى بها الأمر إحداث أضرارا له تداعياته وتأثيراته على سوق العمل والبيئة الاستثمارية .
وأن كثير من هذه المنشآت استغلوا الثغرات القانونية التي لم تؤطر في بعض التشريعات قبل تكاملية البيئة الاستثمارية بين الجهات ذات الصلة ببيئة الأعمال فإنه بلا شك تم إستغلال هذه الثغرات والتي ولدت تأثيرات اقتصادية مسببتاً عدم وجود توازن استثماري الذى من المفترض أن يتم العمل به تحت لوائح تنظيمية وإجرائية مرنة تُحدث متى ما دعت الحاجة لسد الفجوة والثغرة مع شريطة أن تكون هذه اللوائح كحد أقصى ثلاث سنوات من جانب ، ومن جانب أخر أن النظرة الاستشرافية في الكثير من الدول تغيرت بسبب التكتلات الاقتصادية التي يمر بها المسار الاقتصادي العالمي خاصة بين دول الإقليم والدول الاقتصادية الكبرى الأمر الذى يدفعنا بمراجعة دورية في القرار الاقتصادي والسياسة الاستثمارية على أقل تقدير دوران راس المال لثبات أركان التنمية المستدامة ، ومن بين هذه التأثيرات غياب التوزان الاستثماري الخدمي ( النوعي ) وبرامج التنويع الاقتصادي بين الحقول الاستثمارية ، عدم معالجة الهجرة الاقتصادية للكثير من المنشآت بين المخططات الداخلية التجارية والصناعية والمناطق الاقتصادية الحرة والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم – من وإلى – دون تحقيق الأهداف التنموية ، وتقليص دور الجهات المعنية بتنفيذ خطط التعمين المحددة بالضوابط والقوانين لمنشآت القطاع خاصة الوظائف التخصصية ، واستدامة ظاهرة التوظيف الشكلي في منشآت القطاع الخاص كون أن الكثير من الأعمال التي تُمارس حاليا لمنشآت صغيرة ومتوسطة لغير المتفرغين تُقدم توظيف إرضائي دون الرجوع الى قاعدة بيانات المركز الوطني للتشغيل قد تكترثها الكثير من المنشآت بتوظيف مؤهلات دُنيا وممن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً من خلال منحهم رواتب تفاوضية أقل من المخصصات المعتمدة في النظام التشغيلي ، وعدم تمكين ريادة الأعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتفرغين والتضييق عليهم مع التقليل من النمو والدفع بعملية التوظيف الذاتي الذى أولته حكومة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – باعتباره التوجه الاستشرافي للتنمية الاقتصادية والاستفادة من برامج الدعم التي تقدمها الجهات المعنية ، كذلك أن عدم المساهمة في نقل الثقافة الاستثمارية تكترثها منشآت عمانية أصحابها من غير المتفرغين أو من منشآت الاستثمار الأجنبي المتواضع .
الخلاصة في الأمر أن التكتلات والازمات الاقتصادية التي تحدث بين دول العالم ودول المنطقة تحت أي ظرف من الظروف في أوقات السلم وغيره يتحتم على واقعنا الاقتصادي إيجاد تطبيقات ومنهجيات مرنة يُعمل بها تلقائيا بين الجهات الداعمة والمحركة كونها ركيزة الاقتصاد وذلك بدءً من جهات بيئات الاستثمار ووصولا الى الجهات ذات الصلة بالتراخيص الاقتصادية وذلك من خلال وجود نظام خاص تحت مسمى مؤشر توازن الاستثماري … يتبع .

  أحمد بن خلفان بن عامر البدوّي

باحث دكتوراه – التوازن الاستثماري

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

معلومات التواصلحول الشركة
توازن للدراسات والاستشارات
مواقعناأين تجدنا؟
https://tawazunoman.com/wp-content/uploads/2019/04/img-footer-map.png
ابقى على اتصالالروابط الاجتماعية
تواصل معنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي لمتابعة اخبارنا أخر جديدنا
معلومات التواصلحول المؤسسة
توازن للدراسات والاستشارات
مواقعناأين تجدنا؟
https://tawazunoman.com/wp-content/uploads/2019/04/img-footer-map.png
ابقى على اتصالالروابط الاجتماعية
تواصل معنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي لمتابعة اخبارنا أخر جديدنا

جميع الحقوق محفوظة © لصالح شركة توازن للدراسات والاستشارات

جميع الحقوق محفوظة © لصالح شركة توازن للدراسات والاستشارات